الأربعين النووية
الحديث لأول :
الأعمال بالنيات
عن أمـيـر المؤمنـين أبي حـفص عمر بن الخطاب قال:
سمعت رسول الله يقـول:
{
إنـما الأعـمـال بالنيات وإنـمـا لكـل امـرئ ما نـوى، فمن كـانت هجرته إلى الله ورسولـه فهجرتـه إلى الله ورسـوله، ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه }.
الحديث الثاني :
مراتب الدين
عن عمر أيضاً،
قال (
عمر ) : بينما نحن جلوس عـند رسـول الله ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثـر السفر، ولا يعـرفه منا أحـد، حتى جـلـس إلى النبي فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه،
وقـال (
الرجل) : ( يا محمد أخبرني عن الإسلام).
فقـال رسـول الله صلى الله عليه و سلم : (
الإسـلام أن تـشـهـد أن لا إلـه إلا الله وأن محـمـداً رسـول الله، وتـقـيـم الصلاة، وتـؤتي الـزكاة، وتـصوم رمضان، وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت إليه سبيلاً).
قال (
الرجل) : ( صدقت ).
(
عمر ) : (فعجبنا له، يسأله ويصدقه؟)
قال (
الرجل): ( فأخبرني عن الإيمان ).
قال (
رسـول الله ) : (
أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره).
قال (
الرجل) : ( صدقت، فأخبرني عن الإحسان).
قال (
رسـول الله ) : (
أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
قال (
الرجل) : ( فأخبرني عن الساعة).
قال (
رسـول الله ) : (
ما المسؤول عنها بأعلم من السائل).
قال (
الرجل) : ( فأخبرني عن أماراتها ).
قال (
رسـول الله ) : (
أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان).
(
عمر ) : (ثم انطلق، فلبثت ملياً،)
ثم قال (
رسـول الله ) :(
يا عمر أتدري من السائل ؟).
قلت (
المتحدث هو عمر) : ( الله ورسوله أعلم).
قال (
رسـول الله ) :(
فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم).
(رواه مسلم)
ملاحظة : (الكلمات باللون (
- ) ليست من الحديث
الحديث الثالث :
أركان الإسلام
عن أبي عـبد الرحمن عبد الله بن عـمر بـن الخطاب رضي الله عـنهما، قـال:
سمعت رسول الله يقـول :
(
بـني الإسـلام على خـمـس: شـهـادة أن لا إلـه إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيـتـاء الـزكـاة، وحـج البيت، وصـوم رمضان ).
(رواه البخاري و مسلم)
الحديث الرابع :
مراحل الخلق
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه، قال:
حدثنا رسول الله - وهو الصادق المصدوق :
(
إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفه، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مـضغـةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويـؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد؛ فوالله الـذي لا إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ).
(رواه البخاري و مسلم).
الحديث الخامس :
النهي عن الإبتداع في الدين
عن أم المؤمنين أم عبد الله عـائـشة رضي الله عنها، قالت:
قال رسول الله :
(
من أحدث في أمرنا هـذا مـا لـيـس مـنه فهـو رد).
(رواه الـبـخـاري و مسلم)
وفي رواية أخرى لمسلم : (
مـن عـمـل عـمـلاً لـيـس عـلـيه أمـرنا فهـو رد).
الحديث السادس :
البعد عن مواطن الشبهات
عن أبي عبدالله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما، قـال: سمعـت رسـول الله يقول :
(
إن الحلال بيّن، وإن الحـرام بيّن، وبينهما أمـور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه، ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام، كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله، وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه، ألا وهي الـقـلب ).
(رواه البخاري و مسلم)
الحديث السابع :
النصيحة عماد الدين
عن أبـي رقــيـة تمـيم بن أوس الـداري رضي الله عنه، أن النبي قـال:
(
الـديـن النصيحة ).
قلنا:
لمن؟
قال:
(
لله، ولـكـتـابـه، ولـرسـولـه، ولأ ئـمـة الـمـسـلـمـيـن وعــامـتهم ).
( رواه مسلم )
الحديث الثامن :
حرمة دم المسلم وماله
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قـال:
(
أُمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن لا إلــه إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويـقـيـمـوا الصلاة، ويؤتوا الزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى ).
( رواه البخاري و مسلم )
الحديث التاسع :
النهي عن كثرة السؤال والتشدد
عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه، قال:
سمعت رسول الله يقول :
(
ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ).
( رواه البخاري و مسلم )
الحديث العاشر :
سبب إجابة الدعاء
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال :
قال رسول الله :
(
إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين
فقال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً) (المؤمنون:51)،
وقال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) (البقرة:172)،
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء: يا رب ! يا رب ! ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب له؟ ).
(رواه مسلم)
الحديث الحادي عشر:
اترك ما شككت فيه
عن أبي محمد الحسن بن على بن أبي طالب سبط رسول الله وريحانته رضي الله عـنهـما، قـال:
( حـفـظـت مـن رســول الله : {
دع ما يـريـبـك إلى ما لا يـريـبـك } ).
(رواه الترمذي والنسائي).
الحديث الثاني عشر:
الاشتغال بما يفيد
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله :
{
من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعـنيه }.
( حديث حسن، رواه الترمذي وابن ماجه).
الحديث الثالث عشر:
من كمال الإيمان
عـن أبي حـمـزة أنـس بـن مـالـك رضي الله عـنـه، خــادم رسـول الله ، عن النبي قــال:
{
لا يـُؤمـن أحـدكـم حـتي يـُحـب لأخـيـه مــا يـُحـبـه لـنـفـسـه }.
(رواه البخاري ومسلم).
الحديث الرابع عشر:
متى يهدر دم المسلم؟
عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله :
{
لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلا بـإحـدي ثـلاث: الـثـيـّب الــزاني، والـنـفـس بـالنفس، والـتـارك لـديـنـه الـمـفـارق للـجـمـاعـة }.
(رواه البخاري و مسلم).
الحديث الخامس عشر:
إكرام الضيف
عن أبي هـريـرة رضي الله عـنه، أن رســول الله قــال:
{
مـن كـان يـؤمن بالله والـيـوم الآخر فـلـيـقـل خـيـراً أو لـيـصـمـت، ومـن كــان يـؤمن بالله واليـوم الآخر فـليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه }.
(رواه البخاري و مسلم).
الحديث السادس عشر:
النهي عن الغضب
عــن أبـي هـريـرة رضي الله عــنـه أن رجــلاً قـــال للـنـبي :
أوصــني.
قال:
{
لا تغضب }
فردد مراراً ،
قال:
{
لا تغضب }.
(رواه البخاري)
الحديث السابع عشر:
الرفق بالحيوان
عـن أبي يعـلى شـداد بـن أوس رضي الله عـنه، عـن الـرسـول صلى الله عـليه وسلم قـال:
{
إن الله كتب الإحـسـان عـلى كــل شيء، فـإذا قـتـلـتم فـأحسـنوا القـتـلة، وإذا ذبـحـتم فـأحسنوا الذبحة، وليحد أحـدكم شـفـرتـه، ولـيـرح ذبـيـحـته }.
(رواه مسلم).
الحديث الثامن عشر:
الخلق الحسن
عـن أبي ذر جـنـدب بـن جـنـادة، وأبي عـبد الـرحـمـن معـاذ بـن جـبـل رضي الله عـنهما، عـن الرسول صلى الله عـليه وسلم، قـال:
{
اتـق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخـلـق حـسـن }.
(رواه الترمذي وقال فيه حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح).
الحديث التاسع عشر:
الإيمان بالقضاء والقدر
عـن أبي العـباس عـبدالله بن عـباس رضي الله عـنهما، قــال:
كـنت خـلـف النبي صلي الله عـليه وسلم يـوماً، فـقـال :
{
يـا غـلام ! إني أعـلمك كــلمات: احـفـظ الله يـحـفـظـك، احـفـظ الله تجده تجاهـك، إذا سـألت فـاسأل الله، وإذا اسـتعـنت فـاسـتـعـن بالله، واعـلم أن الأمـة لـو اجـتمـعـت عـلى أن يـنـفـعـوك بشيء لم يـنـفـعـوك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله لك، وإن اجتمعـوا عـلى أن يـضـروك بشيء لـم يـضـروك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله عـلـيـك؛ رفـعـت الأقــلام، وجـفـت الـصـحـف }.
[رواه الترمذي و قال فيه حديث حسن صحيح].
وفي رواية أخرى لغير الترمذي:
{
احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً }.
الحديث العشرون:
الحياء من الإيمان
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضى الله عنه قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
{
إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت }.
(رواه البخاري).
الحديث الحادي والعشرون:
الاستقامه بالإسلام
عن أبي عمرو، وقيل: أبي عمرة ؛ سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه،
قال :
قلت يا رسول الله ! قـل لي في الإسـلام قـولاً لا أسـأل عـنه أحــداً غـيـرك،
قـال :
{
قُــل آمـنـت بالله، ثـم اسـتـقم }.
( رواه مسلم ).
الحديث الثاني والعشرون:
الطريق إلى الجنة
عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله ، فقال:
( أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئاً؛ أأدخل الجنة؟ )
قال:
{
نعم }.
(رواه مسلم).
الحديث الثالث والعشرون:
جوامع الخير
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
{
الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأن - أو: تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك؛ كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها }.
(رواه مسلم).
الحديث الرابع والعشرون:
من فضل الله على الناس
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله علية وسلم، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، أنه قال:
{
يا عبادي !إني حرمت الظلم على نفسي، وجعـلته بيـنكم محرماً؛ فلا تـظـالـمـوا }
{
يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم }
{
يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم }
{
يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم }
{
يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم }
{
يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني }
{
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً }
{
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً }
{
يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر }
{
يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه }.
(رواه مسلم).
الحديث الخامس والعشرون:
فضل الذكر
عن أبي ذر أيضاً، أن ناساً من أصحاب رسول الله قالوا للنبي :
يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويـتـصـدقــون بفـضـول أمـوالهم.
قـال :
{
أولـيـس قـد جعـل الله لكم ما تصدقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحـد كم صـدقـة }.
قالوا :
يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟
قال :
{
أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجر }.
(رواه مسلم).
الحديث السادس والعشرون:
كثرة طرق الخير
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله :
{
كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل فى دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعة صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلي الصلاة صدقة، وتميط الأذي عن الطريق صدقة }.
(رواه البخاري ومسلم).
الحديث السابع والعشرون:
تعريف البر والإثم
عن النواس بن سـمعـان رضي الله عـنه، عـن النبي صلى الله عـليه وسلم قـال:
{
الـبـر حـسـن الـخلق والإثـم ما حـاك في نـفـسـك وكـرهـت أن يـطـلع عــلـيـه الـنـاس }.
(رواه مسلم).
وعن وابصه بن معبد رضي الله عنه، قال:
أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم،
فقال :
{
جئت تسأل عن البر؟ }
قلت :
عم؛
فقال :
{
استفت قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك }.
[حديث حسن، رواياه أحمد بن حنبل والدارمي).
الحديث الثامن والعشرون:
السمع والطاعة
عن أبي نجـيـج العـرباض بن سارية رضي الله عنه، قال:
وعـظـنا رسول الله صلي الله عليه وسلم موعـظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها الدموع،
فـقـلـنا :
يا رسول الله ! كأنها موعـظة مودع فـأوصنا،
قال :
{
أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعــش منكم فسيرى اخـتـلافـا كثيراً، فعـليكم بسنتي وسنة الخفاء الراشدين المهديين عـضو عـليها بالـنـواجـذ، واياكم ومـحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلاله }.
(رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح).
الحديث التاسع والعشرون:
أبواب الخير
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال:
قلت يا رسول الله ! أخبرني بعملٍ يدخلني الجنه ويباعدني عن النار،
قال :
{
لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت }
ثم قال:
{
ألا أدلك على أبواب الخير ؟: الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل }
ثم تلا :
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ حتى بلغ يَعْمَلُونَ [السجدة:17،16]
ثم قال :
{
ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ }
قلت :
بلى يا رسول الله،
قال :
{
رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد }.
ثم قال :
{
ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ }
فقلت :
بلى يا رسول الله
! فأخذ بلسانه
وقال :
{
كف عليك هذا }،
قلت :
يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟
فقال :
{
ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال : (على مناخرهم ) - إلا حصائد ألسنتهم ؟! }.
[رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح).
الحديث الثلاثون:
الوقوف عند حدود الشرع
عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله عنه، عن رسول الله ، قال :
{
إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها }.
[حديث حسن، رواه الدارقطني في سننه وغيره].
الحديث الحادي والثلاثون:
الزهد في الدنيا
عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال :
جاء رجل إلى النبي ، فقال :
( يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس )؛
فقال :
{
ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس }.
[رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنه).
الحديث الثاني والثلاثون:
لاضرر ولا ضرار
عن أبي سـعـيـد سعـد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله قال :
{
لا ضرر ولا ضرار }.
[حديث حسن، رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهـما).
الحديث الثالث والثلاثون:
البيّنة على المُدَّعي
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ، قال :
{
لو يعطى الناس بدعواهم، لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البيّنة على المُدَّعي واليمين على من أنكر }.
(حديث حسن، رواه البيهقي وغيره).
الحديث الرابع والثلاثون:
تغيير المنكر فريضة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال :
سمعت رسول الله يقول {
من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعـف الإيمان }.
(رواه مسلم).
الحديث الخامس والثلاثون:
المسلم أخو المسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
{
لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا } ويشير إلى صدره ثلاث مرات { بحسب امرىء أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه }.
(رواه مسلم).
الحديث السادس والثلاثون:
قضاء حوائج المسلمين
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال :
{
من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلي الجنه، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينه، وغشيتهم الرحمه، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه }.
(رواه مسلم).
الحديث السابع والثلاثون:
الترغيب في فعل الحسنات
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، قال :
{
إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة }.
(رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما).
الحديث الثامن والثلاثون:
جزاء معادات الأولياء
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
{
إن الله تعالى قال: من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتي أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر فيه، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعـطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه }.
(رواه البخاري).
الحديث التاسع والثلاثون:
التجاوز عن الخطأ والنسيان
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله قال :
{
إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه }.
(حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما).
الحديث الأربعون:
كن في الدنيا كأنك غريب
عـن ابـن عـمـر رضي الله عـنهـما، قــال :
أخـذ الرسول صلي الله عـلية وسلم بمنكبي،
فقال :
{
كن في الدنيا كـأنـك غـريـب أو عـابـر سبـيـل }.
وكـان ابـن عـمـر رضي الله عـنهـما يقول :
( إذا أمسيت فلا تـنـتـظـر الصباح، وإذا أصبحت فلا تـنـتـظـر المساء، وخذ من صحـتـك لـمـرضـك، ومن حـياتـك لـمـوتـك ).
(رواه البخاري).
الحديث الحادي والأربعون:
اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال :
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
{
لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعاً لما جئت به }.
(حديث حسن صحيح).
الحديث الثاني والأربعون:
سعة مغفرة الله
عن أنس -رضي الله عنه- قال :
سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
{
قال الله تعالى: يا ابن آدم ! إنك ما دعـوتـني ورجوتـني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم ! لو بلغـت ذنـوبك عـنان السماء، ثم استغـفـرتـني غـفـرت لك، يا ابن آدم ! إنك لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتـني لا تـشـرك بي شيئاً لأتـيـتـك بقرابها مغـفـرة }.
(رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح).
منقول بتصرف