قال الله عز و جل في محكم تنزيله...

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ¤ (الأعلى-14)

زكاة الفطر

بسم لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
عَنْ وَكِيعٍ بْنِ الْجَرَّاحِ رحمه الله قَالَ :

زَكَاةُ الْفِطْرِ لِشَهْرِ رَمَضَانَ كَسَجْدَتِي السَّهْوِ لِلصَّلاةِ ، تَجْبُرُ نُقْصَانَ الصَّوْمِ كَمَا يَجْبُرُ السُّجُودُ نُقْصَانَ الصَّلاةِ

اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أما بعد،
زكاة الفطر و تسمى كذلك بزكاة الأبدان، هي أحد أنواع الزكاة الواجبة على المسلمين، أضيفت الزكاة إلى الفطر لأنه سبب وجوبها و أما تسميتها بزكاة الأبدان فذلك لأنها زكاة عن النفس والبدن وفرضت تطهيرا لنفوس الصائمين وليس لتطهير أموالهم، إذا فهي مفروضة على الأشخاص لا على أموالهم.

حكم زكاة الفطر و ومشروعيتها

هي واجبة على كل مسلم و مسلمة و الدليل على ذلك ما رواه عبدالله ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما :
فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ.

في ما يلي رأي العلماء و الأئمة في بعض الألفاض الواردة في الحديث :

1 - طهرة : أي تطهيرا لنفس من صام رمضان.
2 - الرفث : الفحش من كلام.
3 - وطعمة : بضم الطاء وهو الطعام الذي يؤكل.
4 - من أداها قبل الصلاة : أي قبل صلاة العيد.
5 - فهي زكاة مقبولة : المراد بالزكاة صدقة الفطر.
6 - صدقة من الصدقات : يعني التي يتصدق بها في سائر الأوقات.

لماذا فرضت زكاة الفطر؟

إن المولى سبحانه و تعالى رؤوف رحيم بعباده و يعلم ما بهم من ضعف و أنهم خطائون و أن صيام رمضان فيه من المشقة التي قد تجرهم إلى الخطأ مثل اللغو في الكلام أو النطر و الإستماع لما هو محرم و عدم الإنفاق ... ففرض هذه الزكاة و ذلك :

1 - طهرة للصائم، قد يقع الصائم في شهر رمضان ببعض المخالفات التي تخدش كمال الصوم من لغو ورفث وصخب وسباب ونظر محرم، فشرع الله عز وجل هذه الصدقة لكي تصلح له ذلك الخلل الذي حصل فيه ليكون صياما تام الأجر ولكي يفرح به فرحا تاما يوم القيامة.
2 - تعميم الفرحة في يوم العيد لكل المسلمين والناس حتى لايبقى أحد يوم العيد محتاجا إلى القوت والطعام ولذلك قال رسول الله أغنوهم عن المسألة في هذا اليوم.
و لخص ابن عباس رضي الله عنه أسباب فرض زكاة الفطر في الحديث الموالي: فرض رسول الله صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين.

على من تجب زكاة الفطر؟

زكاة الفطر هي واجبة على كل المسلمين كبارا كانوا أو صغارا، ذكرانا أو أناثا، أحرارا أوعبيدا، بشرط وأن يكون للمتزكي ما يزيد عن قوته وقوت عائلته وعن حاجاتهم الأصلية في ذلك اليوم و ليلته أي يوم العيد وليلته.

على رب العائلة إخراج زكاة الفطر عن :

- نفسه.
- زوجته، و إن كان لها مال.
- أبنائه و بناته و حتى الجنين الذي قد يكون في بطن زوجته والذي نفخت فيه الروح أي أتم الأربعين يوما.
- كل من هم في كفالته كوالديه مثلا.
- مطلقته الرجعية، إن كان مطلقا، لا الناشز ولا البائن.
- وأولاده الفقراء ووالديه الفقيرين الذين ليسوا في كفالتة.
- البنت التي لم يدخل بها زوجها.

و ليس على المسلم إخراج زكاة الفطر على زوجة أبيه الفقير لأنه لا تجب عليه نفقتها و لا على ولده الغني.

يقول الإمام الشافعي في وجوب إخراج زكاة الفطلر على المستطيع:

وَكُلُّ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَوَّالٌ وَعِنْدَهُ قُوتُهُ وَقُوتُ مَنْ يَقُوتُهُ يَوْمَهُ وَمَا يُؤَدِّي بِهِ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْهُ وَعَنْهُمْ أَدَّاهَا عَنْهُمْ وَعَنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلا مَا يُؤَدِّي عَنْ بَعْضِهِمْ أَدَّاهَا عَنْ بَعْضٍ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلا سِوَى مُؤْنَتِهِ وَمُؤْنَتِهِمْ يَوْمَهُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ وَلا عَلَى مَنْ يَقُوتُ عَنْهُ زَكَاةُ الْفِطْرِ.

ما هو مقدار زكاة الفطر؟

قدرت زكاة الفطر بصاع، عن كل فرد، من:

- التمر.
- الزبيب.
- القمح.
- الشعير.
- الأرز.
- الحنطة.
- الطحين.
- الأقط و هو الحليب الجفف.
- أو ما شابه ذلك مما يتقوت به غالبية أهل البلد أو الأكثر وفرة فيه.

هذا و يجب مراعاة حاجة الذي تدفع إليه الزكاة.

ما هو الصاع؟
الصاع هو تقريبا أربعة حفنات بيد رحل متوسط، و قدر وزن الصاع بحوالي 3 كلغ.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا؟

في ما يخص جوازإخراج زكاة الفطر نقدا من عدمه فهناك ثلاثة أراء:

1 - عدم جواز إخراجها نقداً، وهذا مذهب المالكية، والشافعية، والحنابلة و ذلك بالإستناد إلى ظاهر الأحاديث القاضية بإخراج زكاة الفطر من الطعام.
2 - جواز إخراج زكاة الفطر نقداً، وهذا مذهب الحنفية.
3 - جواز إخراجها نقداً إذا اقتضت ذلك حاجة أو مصلحة و هذا موقف بعض المعاصرين.

متى تخرج زكاة الفطر؟

يجب إخراج زكاة الفطر قبل غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان، و إن تعذر ذلك فيمكن إخراجها يوم العيد و لكن لا يجب تأخير إخراجها إلى ما بعد صلاة عيد الفطر و من يفعل ذلك فو اثم و تعتبر له صدقة كباقي الصدقات ، ويمكن إخراجها قبل يوم العيد بيوم أو يومين كما كان بفعل بعض الصحابة.

و الله و رسوله أعلم

إشهار

كلمة المنسق | مراسلتنا | تسجيل | دخول الأعضاء | خروج الأعضاء | facebook | twitter | youtube

This website is just a modest participation of his administrator, in the promotion of the values of the Islam, tolerance, peace and moderation